سورة الطارق - تفسير تفسير الألوسي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الطارق)


        


{فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10)}
{فمآلهُ} أي الإنسان {لَهُ مِن قُوَّةٍ} في نفسه يمتنع بها {وَلاَ نَاصِرٍ} ينتصر به.


{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11)}
{والسماء} وهي المظلة في قول الجمهور {ذَاتِ الرجع} أي المطر في قولهم أيضًا كما في قول الخنساء:
يوم الوداع ترى دموعًا جارية *** كالرجع في المدجنة السارية
وأصله مصدر رجع المتعدي واللازم أيضًا في قول ومصدره الخاص به الرجوع سموا به الممطر كما سموه بالأوب مصدر آب ومنه قوله:
رياء شماء لا يأوي لقلتها *** إلا السحاب وإلا الأوب والسبل
فيرجع أو لأن السحاب يحمله من بحار الأرض ثم يرجعه إلى الأرض وبنى هذا غير واحد على الزعم وفيه بحث وعن أو المراد به فيه النحل لأن الله تعالى يرجعه حينًا فحينًا وقال الحسن: لأنه يرجع بالرزق كل عام أو أرادوا بذلك التفاؤل ابن عباس ومجاهد تفسير السماء بالسحاب والرجع بالمطر وقال ابن زيد السماء هي المعروفة والرجع رجوع الشمس والقمر والكواكب من حال إلى حال ومن منزلة إلى منزلة فيها وقيل رجوعها نفسها فإنها ترجع في كل دورة إلى الموضع الذي تتحرك منه وهذا مبني على أن السماء والفلك واحد فهي تتحرك ويصير أوجهًا حضيضًا وحضيضها أوجًا وقد سمعت فيما تقدم أن ظاهر كلام السلف أن السماء غير الفلك وأنها لا تدور ولا تتحرك والذي ذكر رأي الفلاسفة ومن تابعهم وقيل الرجع الملائكة عليهم السلام سموا بذلك لرجوعهم بأعمال العباد.


{وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12)}
{والارض ذَاتِ الصدع} هو ما تتصدع عنه الأرض من النبات وأصله الشق سمي به النبات مجازًا أو هو مصدر من المبني للمفعول فالمراد تشققها بالنبات وروي ذلك عن عطية وابن زيد وقيل تشققها بالعيون وتعقب بأن وصف السماء والأرض عند الإقسام بهما على حقيقة القرآن الناطق بالبعث بما ذكر من الوصفين للإيماء إلى أنهما في أنفسهما من شواهده وهو السر في التعبير عن المطر بالرجع وذلك في تشقق الأرض بالنبات المحاكي للنشور حسا ذكر في مواضع من التنزيل لا في تشققها بالعيون ويعلم منه ما في تفسير الرجع بغير المطر وكذا ما في قول مجاهد الصدع ما في الأرض من شقاق وأودية وخنادق وتشقق بحرث وغيره وما روي عنه أيضًا الصدع الطرق تصدعها المشاة وقيل ذات الأموات لانصداعها عنهم للنشور.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6